كومة الغش التي علقوها على واجهة الممارسة في الجمهورية الحائرة من اداء نخبتها السياسية التي استسلمت لغرائزها، شكلت اكبر عائق أمام مشاركة ابناء الجمهورية في صناعة قرارها و تأميم مشروعها ودفع تطورها و قبول تصالحها مع ذاتها ، مع آمالها ،مع تضميد جراحها النازفة ، عبر تاريخها المثير ، فحينما تفتخر النخبة بأدائها المجذوذ داخل الوطن الفريسة و بعد انقضاء زهاء قرن من تحكمها المباشر او الغير مباشر في تسيير البلد و احتكار مقدراته لا مناص من تنبيه احفادها ان التغيير حتمي و أن العشرية كانت صافرة البداية و أن لا امكانية لوقف التغيير البناء فالشعب رغم مأساته الراهنة تمسك بخيوط الفجر الصادق التي نسجتها بحكمة وحنكة وشجاعة ايادي القائد المتهم فقط حينما زار مقر حزب الاتحاد من اجل الحمهورية وقتها
بعد ان اكتملت عملية تنصيب هيئاته خلا ل آخر مأمورياته .
رغم النقص المتأتي من تراكمات النهب والتحايل وافلاس الجمهورية وترسيخ المحسوبية والزبونية وشرعنة الميز و حماية الفساد و اقتصار الوطن على كراديس من الاحتكاريين و العملاء و استخدام الدين والنفث والشعوذة لحماية النخبة المسيرة والمستفيدة من الوطن اللقطة الواقعة في ايدي العصابة
التي استخدمت كل ما هو متاح لحماية فشلها الذريع وهي تزدهي بعد العشرية بانتقامها منها ومن قائدها المتمسك بقناعته وبنهجه المحتمي بإنجازاته “الشاهدة ونهضته بالبلد الواعدة ” ومقاربته الوارفة في شتى المجالات ورغم كل هذا
فحينما تتزايد اعداد المودعين الصالحين و يزج بالخيرين في غياهب السجون ويتآمر الأشرار على الاخيار فتلك احدى علامات زوال النعم و أظن اننا ما لم نتحد ضد الظاهرة الطاغية فسنؤخذ بذنوب السفهاء منا و يكون الانقام منا جميعا ومن جهودنا وتاريخنا المشترك الذي يواجه سوء تفسير المتحكمين الأغبياء .
لا يمكن ان نسكت دون ان ننبه ربابنة السفينة التي اختارتها لنا الاقدار بأن نشرات الطقس تنذر بموج كالجبال من بعده احتقان كالوبال والجمهورية المثقلة في الخضم ،و تأجيل الحلول كارتجالها لم يعد مقبولا فرجاء ارفعوا الأشرعة و أزيحوا الستاروابتروا الاعضاء الفاسدة و داووا الجرح بالكي بالنار
فعلاجنا للوجع اعتمادا على تجاربنا وموروثنا العتيق على خشونته اكثر جدوائية مما توصلت اليه تكنلوجيا الآخرين على سلاستها و لطفها ، فجيناتنا تحتاج كي تصح علاجا محلي الصنع .
