تعهدات نائمة على سرير الإنعاش/ بقلم لعزيزة البرناوي

هزة احباط قوية تضرب الشعب و هو يُطعم ثلثي شهر الاستقلال للركود و الفشل و التوقف غير المبرر لأشغال البناء، التي عاش خلال العشرية وسط صخب أعمالها و ورشاتها..

لا شيء للتدشين سوى امتار من اسفلت رديء تشبه الوحمات المصطبغة في بهوتها و تحاكي بسخرية في تعرجاتها وفوضوية اختيار شوارعها أسلوب النظام التسييري المرتجل.

لا مصانع للتدشين بحجم مصنع السفن و مصنع الأنابيب و مصنع ملابس القوات المسلحة و مصانع الألبان و مصنع تعليب التمر و تصديره ..

لا مشاريع للتدشين بحجم مشروع اظهر و مشروع آفطوط الساحلي و مشاريع ربط مدن الوطن بالمحاور الطرقية الحية و مشاريع المدن الحديثة التي ولدت خلال العشرية وبإرادة التشييد..

لا مستشفيات للتدشين بحجم مستشفى القلب و مستشفى الأمومة و الطفولة و مستشفى التخصصات الطبية في نواذيبو ومستشفى روصو ..

لا مدارس و لا معاهد للتدشين بحجم مدارس الامتياز و المدرسة العسكرية و معاهد المهندسين الزراعيين و التقنيين و لا جامعات للتدشين بحجم جامعة لعيون الاسلامية..

لا مركبات و لا بنى تحتية للتدشين بحجم مركب جامعة نواكشوط العصرية و قصر المؤتمرات الجديد و الملعب الاولمبي و ملعب شيخا ولد بيديا وسوق العاصمة الجديد و بنايات وسط المدينة الشاهقة وساحة الحرية المهيبة..

لا مباني حكومية للتدشين بحجم مبنى الوزارة الأولى و مبنى تجمع الوزارات و مباني وزارتي: الاقتصاد و الخارجية…

لا مواسم زراعية ناجحة للحديث عنها مثل قنوات الري العملاقة على الضفة و تهيئة الاف الهكتارات و توزيعها على السكان للاستصلاح الزراعي .. و توفير الأسمدة و الحاصدات و مختلف وسائل انجاح المواسم الزراعية..

لا حصيلة مشرفة في أولى سنوات المأمورية بحجم تخطيط أحياء الصفيح و تأهيل أحياء الترحيل و انتشال أكوام اللحم البشري من أكواخ البؤس و المرض و افتتاح دكاكين أمل و تحويل مثلث الفقر إلى مثلث الأمل بتشييد المدارس و تزويده بالماء الصالح للشرب و الكهرباء و تمويل المشاريع التنموية لصالح سكانه..

لا انجازات اعلامية للتدشين و لا للتسويق بحجم الترخيص للقنوات و الاذاعات الحرة و فتح المنابر الاعلامية أمام الآراء المعارضة و الترخيص للمسيرات والمظاهرات..

حصيلة لاشيء وتسويف العمر و تعهدات نائمة على سرير الإنعاش تنتظر نعشا يدق فيه المنافقون كل يوم مسامير النكوص و الشؤم و يحفرون له أعمق لحد في ظلام التاريخ و النسيان، في انتظار أن يظفروا بإثم إطلاق أول سهم عليها في شتاء تنكر جديد..
و (لا شيء يطلع من مرايا البحر في هذا الحصار)

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on pinterest
Pinterest
Share on skype
Skype