بعد تفاخر الاعلام المحلي بالموقف الداعم لصمود الشعب الفلسطيني و ترويج وسائل الاعلام التابعة لتواصل لهذ الموقف و تسويقه عربيا و تهويل قيمته و وصفه بالموقف التاريخي
اظهرت القمة العربية بجدة تناسق الموقف الموريتاني المرتهن للسياسة الخارجية الاماراتية و التي باتت الدبلوماسية الرسمية لبلاد شنقيط ترسم داخل اروقة قصور ابي ظبي و بشكل تنعدم معه السيادة بشكل جلي .
موريتانيا تصدرت الصحف الاسرائيلية مع مصر و الاردن و الامارات و السودان و المغرب و البحرين و جيبوتي كدول وقفت مع اسرائل من خلال عرقلتها لقرارات القمة المساندة لصمود الشعب الفلسطيني و هي القرارات التي تدين العدوان الاسرائيلي الغاشم .
الموقف الموريتاني في القمة وضح زيف امسيات و تظاهرات حزب الانصاف و كذب المؤيدين من تواصل للتوجه الرسمي و الذين لا يزالون حتى هذه اللحظة متجاهلين للحدث و لم يكتبوا عنه حرفا واحدا لا في موقع الاخبار او السراج و لا في وسائلهم الاخرى الكثيرة مرئية و مسموعة .
كما يوضح ايضا الموقف الرسمي الموريتاني حقيقة ما ذكره وزير الخارجية الاسرائيلي من ان موريتانيا تقدمت بخطى حثيثة نحو التطبيع و ان اعلان العلاقات بشكل رسمي مسألة وقت .
محللين اكدوا في تلك الفترة ان ولد الغوزواني طلب من الامارات كوسيط في العملية التطبيعية التدخل لتاجيل الاعلان عن العلاقات بشكل رسمي الى ما بعد انتخابات 2024 م لتفادي الاحتفان الداخلي .
من جهة اخرى لا يمكن ان يتناغم موقف الدعم المغشوش للقضية الفلسطينية مع العلاقات الموريتانية الاماراتية و لا يقبله عاقل حسب محللين .
فالتواجد الاماراتي العسكري الشبه مؤكد في قاعدة لمرية و هي الحليف الاستراتيجي الاول للكيان الصيوني يوضح ان نواكشوط لا تملك خيارا اكثر من مناورة سياسية مكشوفة قد تمليها ضرورة كسب الوقت و الاحترام الداخلي المتاكل .
و لكن ربما تكون الحقيقة هي فهم الغزواني للعقلية الموريتانية الساذجة و سهولة التلاعب بها من خلال سياسة ” ش تحت ش” فقد يصل الى مبتغاه السياسي مستقبلا من خلال الوصول الى قلب اسرائيل بالتطبيع السري في هذه المرحلة التي يحتاج فيها الى قلوب المواطنين باعلان الدعم لقضيتهم المقدسة و لكن توقيت القمة و اكراهات البيان الختامي اخرج ما في ضمير الرجل و اسقط قناعه القبيح .